Book Review: في قلبي أنثى عبرية
- Mahmoud Helmy
- Mar 14, 2017
- 2 min read

حين تتعانق الورقة مع مكنون القلم و يرفل عليها باروع الابدعات التي تتأملق فالتاريخ الروائي المعاصر تلك التحفة الفنية المعاصرة للدكتورة خولة حمدي
التي اصدرت عام ٢٠١٢م قد اثارت ضجة فكرية فريدة من نوعها مع تلك الكلمات المبسطة التي يستطيع تناولها القارىء بكل يسر و يتغلغل في اعماق احداشا المثيرة ، من العجيب و النادر ان ترى كتاباً او رواية بعنوان طويل تبهر القارئين لهذه الدرجة، فكثيراً من النقاد اعترضوا على العناوين الطويلة استناداً بأن العناوين الطويلة مملة و غير جذابة للقارئين و زعموا بالمقولة الشهيرة " الكتاب بيبان من عنوانه" لكن هذا الكتاب تميز بعنوانٍ مبهر يجعلك تتوغل في اعماق افكارك و تخمن ما الغرض من هذه الرواية.
"في قلبي انثى عبرية"
تلك القصة المستحوذة على العقول التي تبدأ و تجسد قصة حقيقية عن فتاه صغيرة أثرة في امرأة يهودية فجعلتها تعتنق الاسلام ، تجول أحداث الرواية بين لبنان و تونس ، تبدأ القصة تفاصيلها بترقب جاكوب ابنته الصغيرة ذات الخمسة عشرة عاما عند خروجها من المسجد يوم الجمعة لتتلقى درسها الأسبوعى الذي تحرص عليه ، أخذها جاكوب ثم رجعا إلى البيت بعد حوار عن ما دار في درس الجمعة، إلا أن تانيا أصبحت لا تريد ريما أن تعيش معهم أكثر من ذلك نظراً؛ لما أصبحت تفعله من ارتدائها للحجاب حتى فى المنزل بحجة أنهم مختلفون عن دينها. وأصبحت لا تريد بابا جاكوب أن يقبلها كما كان يفعل من قبل، مما أثار حنق تانيا زوجة جاكوب عليها، وأيضاً أصبح يُرى علامات خيبة الأمل على جاكوب الذى رباها وهى صغيرة من بعد وصية أمها له عند وفاتها وأيضاً موت أبوها. ولم يعُد لريما الصغيرة إلا جاكوب وعائلته.
وتنتقل بنا القصة إلى مشهد أحمد وحسان؛ حيث بدأ احمد فى فقدان الوعى بعض الشيء بسبب إصابته فى رجله لأنهم كانا فى مهمة فى أراضي الجنوب وهم فى رحلة العودة انفجرت قذيفة بالقرب منهما فأصيب أحمد، أحمد وحسان من الشباب الذين تركوا أهلهم من أجل المقاومة اللبنانية “إنهم يدافعون عن وطنهم ولا يهمهم أن يعترف بهم أحد” ، كان أبواهما مسافريْن، ولن يأتياإلى المنزل إلا بعد يومين، وكان قد مر عامان على ما يُعرف بمذبحة قانا، ومع أن ندى كانت يهودية ومتدينة حتى إنها كانت تغطى شعرها عند الخروج من المنزل مثل اليهوديات المتدينات، إلا أنها لم تك تنتمي إلى الفكر الصهيونى بأي شكل من الأشكال، فاحتلال الأرض وقتل المدنين العُزَل ليس إلا عمل إرهابى .
خلال النقاش دُق باب البيت بحدة وهما لم يكونا ينتظران أحداً فى هذه الليلة، فقامت ندى لتفتح الباب وأصلحت غطاء رأسها وخرجت فوجدت شاباً هو حسان وقال لها إن صديقى أحمد مصاب، أدخلتهم المستودع وجاء إلى البيت ميشال أخو ندى قام بإسعاف أحمد وهى أحضرت لهم بعض الأغطية وبعض الطعام وفى أول بزوغ الصباح شكراها وانطلقا بعيداً عن الأعين
فى اليوم التلى أحب أحمد أن يشكر ندى وميشال فأرسل أخته بهدية إلى ندى فى بيتها وأرسل أخرى لميشال فى الكنيسة، كانت ندى قد انتقلت للعيش مع والدتها اليهودية التى تزوجت من باباها جورج بعد أن طُلقت من أبيها المسلم الذى تركهم وهم صغار وهو يقطن تونس، وبابا جورج أصبح نعم الأب لها.
コメント